إيران.. بزشكيان يعود لفكرة نقل العاصمة طهران الى مكران لمواجهة أزمة المياه

ايران بالعراقي

إيران.. بزشكيان يعود لفكرة نقل العاصمة طهران الى مكران  لمواجهة أزمة المياه
إيران.. بزشكيان يعود لفكرة نقل العاصمة طهران الى مكران  لمواجهة أزمة المياه

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في ظل الأزمة الحادة في نقص المياه والكهرباء التي تعاني منها البلاد، إن طهران «لم تعد قابلة للبقاء» كعاصمة للدولة، وشدد على أنه لا ينبغي إصدار أي ترخيص لمشاريع التنمية في الهضبة المركزية لإيران.

وأعلنت الحكومة الإيرانية اليوم الأربعاء عن عطلة رسمية في عدد من المحافظات في محاولة لإدارة استهلاك المياه والكهرباء.

وفي تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء، جدد الرئيس الإيراني دفاعه عن خطته لنقل العاصمة إلى السواحل الجنوبية للبلاد، وقال: «لو كانت الظروف مؤاتية، لكنت قد نقلت الحكومة إلى منطقة مكران حتى الآن. في نهاية المطاف، لا بد أن يبادر أحد إلى هذه الخطوة».

وخلال اجتماع له مع مسؤولي منظمة حماية البيئة، أضاف: «أُؤكد أنه يجب عدم إصدار أي تراخيص لمشاريع التنمية في الهضبة المركزية لإيران، ويجب نقل جميع المشاريع إلى السواحل الجنوبية».

وكانت حكومة مسعود بزشكيان قد طرحت منذ العام الماضي فكرة نقل العاصمة إلى سواحل مكران جنوب إيران على ضفاف بحر عمان، وعيّنت علي عبد العلي‌ زاده، مدير حملته الانتخابية، ممثلاً خاصاً في «تطوير الاقتصاد البحري المحور».

إلا أن المشروع جُمّد لاحقاً بعد موجة من الانتقادات الواسعة، وتوقفت التصريحات الحكومية المتكررة حوله.

ويؤكد الخبراء أن سواحل مكران تُعدّ من أكثر المناطق تخلّفاً في إيران على صعيد البنى التحتية، وأن جزءاً كبيراً من هذه المنطقة لا يزال يفتقر إلى شبكة مياه شرب.

وكان النائب السابق عن مدينة تشابهار قد صرح في يناير الماضي قائلاً: «ما هي البنى التحتية المتوفرة حالياً في مكران؟ نحن نسجل أدنى مؤشرات التنمية هنا، سواء من حيث الوصول إلى مياه الشرب، أو في مؤشرات التعليم والرياضة، وقد أصبحت الأوضاع الصحية هنا كارثية».

وأضاف أن المضي في مشروع نقل العاصمة إلى سواحل مكران «دون إجراء الدراسات اللازمة» سيؤدي إلى «رفع تكاليف المعيشة على السكان».

ورغم ذلك، فإن النقص الحاد في المياه والكهرباء في طهران خلال صيف هذا العام دفع بزشكيان إلى إعادة طرح فكرة نقل العاصمة.

وقال في خطاب آخر يوم الثلاثاء: «من الناحية العلمية والفنية، لا يمكن لطهران أن تستمر كعاصمة للبلاد».

وفي لقاء جمعه بعدد من أعضاء جبهة الإصلاحات الإيرانية، دافع أيضاً عن موقف حكومته تجاه نقل العاصمة، واعتبر أن إعلان العطلة في بعض المحافظات جاء بهدف «تحقيق المزيد من الترشيد» من قبل المواطنين للمساهمة في «تجاوز أزمة شح المياه».

وبحسب أحدث التقييمات التي نُشرت في وسائل الإعلام الإيرانية بتاريخ 16 يوليو، فقد بلغ حجم المياه المخزّنة حالياً في سدود طهران نحو 14% فقط من القدرة الاستيعابية للخزانات.

وفي هذا السياق، صرّح بزشكيان يوم الاثنين قائلاً إن التقييمات الدقيقة تظهر أن مخزون المياه يشارف على النفاد، وإن أسلوب إدارة الموارد حتى الآن كان خاطئاً.

كما أظهرت البيانات أن كميات الأمطار المسجلة منذ بداية السنة المائية الحالية في طهران بلغت نحو 153 ملم فقط، أي بانخفاض تجاوز 40% مقارنة بالمعدلات طويلة الأجل.