تحليق منخفض لمقاتلات في سماء طهران رداً على تحليق مقاتلات بالقرب الاجواء العراقية .. ما القصة؟
ايران بالعراقي
فوجئ سكان العاصمة الإيرانية طهران ظهر يوم الأربعاء 26 نوفمبر بصوت غريب في سماء المدينة، لتمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي في الدقائق الأولى بتكهنات حول احتمال تعرّض إيران لهجوم جديد من إسرائيل. بعد دقائق قليلة، أعلنت القوات الجوية للجيش الإيراني أن «مقاتلة من طراز ميغ 29 تابعة لسلاح الجو، وأثناء تنفيذ مهامها اليومية، عبرت أجواء طهران. تأتي هذه التحليقات، إلى جانب طلعات أخرى لمقاتلات الجيش الإيراني، في إطار الحفاظ على أمن الأجواء وهو أمر معتاد وسيستمر في المستقبل».
وقال موقع رويداد 24، إنه بغضّ النظر عن حجم القلق الذي تسبب به هذا الحدث لسكان طهران، إلا أن النقطة الواضحة هي حالة الأجواء الإيرانية بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً. وكان سكان مشهد قد أبلغوا أيضاً في وقت سابق عن تحليق مقاتلات فوق المدينة.
يبدو أن هذا التحليق كان رداً غير مباشر على ما حدث مساء الثلاثاء عند الحدود الإيرانية العراقية. ففي الساعات الأولى من صباح الأربعاء 26 نوفمبر، حلّقت مقاتلات للعدو الصهيوني داخل الأراضي العراقية وعلى امتداد الحدود مع إيران. وتفيد انباء ان الطيران الحربي اخذ مسحاً جوياً للمواقع الايرانية ومعرفة مديات الرادارات الإيرانية الموجودة وقدرتها على رصد الطيران وتحديد الاهداف
ولم تكن هذه المرة الأولى خلال الأسابيع الأخيرة التي تنفذ فيها إسرائيل طلعات مماثلة. وذهب بعض مستخدمي مواقع التواصل إلى مقارنة هذه التحركات بالطريقة التي سبقت الهجمات السابقة خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، خصوصاً مع الحديث عن وساطة سعودية مرتقبة بين إيران والولايات المتحدة، معتبرين أن تل أبيب عادت إلى خيار الضغط العسكري.
بعيداً عن هذه التفسيرات، يبدو أن إسرائيل تختبر أجواء العراق استعداداً لأي عملية مستقبلية ضد إيران، بهدف اختبار الرادارات وخلق ممر جوي محتمل لعمليات مقبلة.
ومن الرسائل التي يمكن فهمها من هذا التحرك أن الحرب لم تنتهِ فعلياً، بل انتقلت من المواجهة المباشرة إلى مرحلة التهديد المستمر. ومع تزايد الحديث عن مفاوضات جديدة بين طهران وواشنطن بوساطة الرياض، تحاول إسرائيل بالتوازي مع الضغط الدبلوماسي الأمريكي، الإبقاء على تهديد عسكري لحظي محتمل.
النقطة اللافتة الأخرى أن تكرار هذه المناورات قد يجعلها أمراً عادياً ويقلل من مستوى الجهوزية في طهران، مما يسمح لإسرائيل بتنفيذ هجوم مفاجئ من داخل نمط يبدو متكرراً وغير مثير للريبة.
مناورة عسكرية في ذكرى تأسيس البسيج
یوافق يوم 26 نوفمبر ذكرى تأسيس قوات «البسيج» الإيرانية، وقد جاء هذا التحليق العسكري في اليوم نفسه الذي اعتادت فيه إيران تنظيم مراسم يتحدث فيها المرشد الأعلى بهذه المناسبة. ورغم مشاركة المرشد في الأيام الماضية في “الأيام الفاطمية العامة”، إلا أنه لم يحضر يوم أمس الأربعاء للقاء قوات البسيج في حسينية الإمام الخميني.
يبدو أن اختيار موعد هذه المناورة الجوية في 26 نوفمبر، مع الظروف الخاصة التي أحاطت بمراسم هذا العام لإحياء ذكرى تأسيس البسيج، لم يكن أمراً عفوياً.

admin