عراقجي: المقترح الأميركي يشوبه الكثير من الغموض ولا تنازل عن التخصيب داخل الأراضي الإيرانية
ايران بالعراقي

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على “أن المقترح الذي تسلمته إيران من أمريكا، يشوبه الكثير من الغموض والتساؤلات حيث يتضمن قضايا عديدة غير واضحة تماما”.
وأفادت وكالة ارنا الإيرانية الرسمية، بأن تصريحات عراقجي هذه، جاءت خلال حفل توقيعه على ترجمة كتابه “قوة التفاوض” أقيم في بيروت اليوم الثلاثاء؛ مردفا: السيد ترامب، عندما تسلم مهامه بالبيت الابيض، اقدم في اول اجراء له على اصدار مرسوم رئاسي معلنا فيه عن سياسة “الضغوط القصوى” ضد ايران، وبما يدل على تشديد الضغوط الاقتصادية على البلاد.
وتابع وزير الخارجية : وفي السياق ذاته، قام (ترامب) ايضا بدفع المزيد من القوات الى القواعد الاقليمية، مع ارسال اسطول عسكري وزيادة عدد الطائرات والمقاتلات وقاذفات القنابل الجديدة، والتهديد باستخدام القوة العسكرية، الى جانب الضغوط الاقتصادية.
واوضح : عند ذلك، وفي ظل هكذا ظروف، كتب (ترامب) رسالة الى قائد الثورة الاسلامية، داعيا فيها الى التفاوض.
واكد عراقجي، بان “التفاوض في ظل هذه الظروف لا يتسم بالمصداقية وليس متكافئا، بل يشبه أكثر نوعًا من التفاوض القائم على الاستسلام”.
وفي اشارة الى اصداره الجديد “قوة التفاوض”، قال وزير الخارجية الايراني : انني سعيت في كتابي لاظهر بان شرط الدخول في المفاوضات هو امتلاك القوة، وانه مع الافتقار الى القوة الكافية لا يمكن الدخول في اي مفاوضات مؤثرة؛ مضيفا : لذلك رفضت الجمهورية الاسلامية الدخول في المفاوضات المباشرة التي كان ترامب يدعو اليها، واعلنت بانه “نحن لا نفاوض تحت الظروف التي تحددها امريكا، بل سوف نتفاوض في الظروف التي نحن نحددها”، وهي الظروف التي آلت الى مفاوضات غير مباشرة.
وتابع : يتعين على الدولة التي تعتزم التفاوض أن تستند الى قدراتها الذاتية، وفي حال انعدام القوة، فلن تسير المفاوضات بمجرد الكلام والتصريحات؛ موضحا، انه “قد تمتلك دولة ما قوة عسكرية، وأخرى قوة اقتصادية، وثالثة قوة إعلامية، بينما تمتلك بعض الدول مزيجًا من كل هذه القدرات، لكن بدون امتلاك القوة، لا يمكن التفاوض”.
واستطرد قائلا : على سبيل المثال، إذا أراد بلد ما طرد الاحتلال من أراضيه، فالدبلوماسية وحدها ليست كافية، بل يجب أن تستند الدبلوماسية إلى قدرات فاعلة، مثل القوة العسكرية أو الاقتصادية، لكي تستطيع ان ترغم العدو على التراجع؛ ولا يمكن تحقيق ذلك بمجرد الحوار والكلام.
وصرح عراقجي : على سبيل المثال (ايضا)، لو لم نمتلك القوة الدفاعية اللازمة، وكان بإمكان أمريكا قصف منشأتنا النووية بسهولة، فلم يكن هناك داعٍ للدخول في المفاوضات معنا، أو إذا لم نتمتع بالمعرفة العلمية الكافية ولم نتمكن من تحقيق التقدم في برنامجنا النووي، فلن يكون هناك سبب للتفاوض معنا.
وتابع موضحا : لذلك، فإن المقصود بعبارة “قوة التفاوض” في الكتاب هو القوة المطلوبة لدخول المفاوضات، طبعا هناك معانٍ أخرى لهذه العبارة، بما في ذلك “فن التفاوض”، أي أن المفاوض يجب أن يمتلك القوة والفن والمهارة واللغة والجاهزية للتفاوض.. أما المعنى الثالث لـ”قوة التفاوض”، فهو أن المفاوضات في ذاتها يمكن أن تكون مصدرا للقوة.
واستدرك عراقجي قائلا : ان استمرار تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية هو خطنا الأحمر، وهذا واقع ثابت يبدو أن جميع الدول توافق عليه اليوم؛ حيث ان التخصيب تحول الى قضية وطنيّة تبعث على الفخر والاعتزاز بالنسبة للشعب الايراني، وهو إنجاز علمي حققه العلماء الإيرانيون بجهدهم ومعرفتهم، وليس منتجا مستوردًا قابلا للتنازل بسهولة.
وشدد على، أن “الشعب الإيراني بذل تضحيات كبيرة من اجل تحقيق هذا الفخر الوطني، وقد تحمَّل الحظر الامريكي القاسي طوال أكثر من 20 عامًا، بسبب هذا الإنجاز العلمي الوطني؛ مردفا ان “إيران لا تطلب الإذن من أحد لمواصلة تخصيب اليورانيوم”.
وصرح وزير الخارجية : لقد اغتيل واستشهد عددٍ من علمائنا النوويين على يد جهاتٍ خارجية، وأُريقت دماؤهم لقاء صناعة التخصيب هذه؛ مبينا ان “هناك أكثر من مليون إيراني اليوم هم بحاجةٍ إلى أدويةٍ يتم انتاجها عبر مفاعل طهران للابحاث، لذلك فإن استمرار التخصيب في إيران هو ضرورة، وسنواصل المضي في هذا المسار”.
وختم عراقجي الى القول : مع ذلك، نحن مستعدون لاتخاذ خطواتٍ في مسار بناء الثقة، والقيام بإجراءاتٍ تؤكد عدم انحراف هذا التخصيب نحو إنتاج السلاح النووي.