ايران من الدول الرائدة عالمياً بزراعة الأمعاء في مستشفياتها الطبية

وكالة ايران بالعراقي

ايران من الدول الرائدة عالمياً  بزراعة الأمعاء في مستشفياتها الطبية

بدأت جراحة زراعة الأمعاء، التي تُعد واحدة من أعقد عمليات الزراعة في العالم، في مستشفى مشهور بمدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية. علما أن إيران لم تتخلف عن ركب هذه الجراحة المتقدمة، حيث أصبحت اليوم في طليعة دول آسيا في هذا المجال.

وفي تقرير نشره موقع آوش، أكد العديد من المسؤولين في النظام الصحي الإيراني أن المرضى لو لم تكن هذه التخصصات موجودة في البلاد، لكانوا مضطرين لإنفاق ملايين الدولارات للعلاج في الخارج. حيث أصبحت الأساليب الحديثة لإعادة تأهيل الأمعاء متوفرة في الداخل الإيراني. فمثلا، مستشفى “أبو علي سينا” في شيراز هو المركز الطبي الوحيد الذي نجح باستخدام هذه الأساليب في إنقاذ حياة العديد من المرضى.

وقال الدكتور حامد نيكوبور، أستاذ مساعد في جامعة العلوم الطبية بشيراز ورئيس قسم إعادة تأهيل الأمعاء في مستشفى “أبو علي سينا”، إن أساليبه المبتكرة في جراحة زراعة الأمعاء قد لفتت أنظار الدول الأخرى منذ عام 2017، وحتى الأطباء الأمريكيين يتلقون تدريبًا على في هذا المستشفى.

ووفقًا للطبيب الإيراني، أُجريت أولى عمليات زراعة البنكرياس والأمعاء في مستشفى “نمازي” بشيراز، ومنذ عام 2017 بدأ مستشفى “أبو علي سينا” في مركز محافظة فارس بإجراء هذه الجراحات بشكل حصري، ليصبح اليوم المركز الوحيد في إيران المتخصص في زراعة الأمعاء.

وفيما يخص إحصائيات عمليات الزراعة، أشار نيكوبور إلى أنه يتم إجراء ما بين 8 إلى 10 عمليات زراعة أمعاء سنويًا في إيران، ليصل إجمالي عدد العمليات إلى 111 منذ بدء الجراحة في عام 2007. وأضاف أن هذه الأرقام تُعتبر أعلى مقارنة بدول أخرى، حيث تجري الصين 40 عملية، واليابان 42، وكوريا الجنوبية 43، بينما الهند سجلت عمليتين فقط، وتركيا أقل من 10 عمليات.

وأشار الطبيب إلى بعض التحديات اللوجستية التي تواجه هذه العمليات في إيران، موضحًا أن المرضى الذين يعانون من فشل في الأمعاء يحتاجون إلى تغذية وريدية حتى موعد الزراعة. وقال: “في دول أخرى، يتم إجراء هذه التغذية في منازل المرضى، لكن في إيران لا توجد الإمكانيات لذلك، ما يضطر المرضى للبقاء في المستشفى لعدة أشهر، مما يزيد من التكاليف بشكل كبير. كما أن المرضى في المستشفيات معرضون للعدوى ويحتاجون إلى مضادات حيوية، ويعانون أيضًا من مشاكل نفسية بسبب اضطرارهم للبقاء لفترات طويلة في المستشفى.”

وأكد رئيس قسم إعادة تأهيل الأمعاء في مستشفى أبو علي سينا أن أحد التحديات الكبرى هو الحظر الأمريكي، حيث أن الشركات الأمريكية لا تصدر الأجهزة اللازمة لهذه الجراحات إلى إيران، كما أنه لا توجد محاولات محلية لاستيراد هذه الأجهزة عبر قنوات أخرى.

وفيما يخص تكلفة زراعة الأمعاء، أوضح الطبيب الإيراني أن تكلفة العملية في الولايات المتحدة تبلغ نحو 1.2 مليون دولار، بينما في إيران تصل إلى 280 مليون تومان، وهي مدفوعة من وزارة الصحة وتشمل التكاليف المتعلقة بالأدوية والجراحة والتخدير والإقامة في وحدة العناية المركزة (ICU). وأضاف: “رغم الدعم الحكومي، فإن تكلفة هذه العمليات غير مجدية اقتصاديًا، حيث يتطلب الأمر وقتًا أطول للشفاء مقارنة بجراحات أخرى مثل زراعة الكبد أو الكلى.”