واردات الإمارات من الفستق الإيراني ارتفعت 40% خلال 6 أشهر بسبب “شوكولاتة دبي
وكالة ايران بالعراقي

أدى ارتفاع الطلب على “شوكولاتة دبي” إلى أزمة عالمية في إمدادات الفستق، ما دفع أسعارها إلى الارتفاع، لتضاف إلى أزمة نقص إمدادات الكاكاو المستمرة منذ سنوات.
عند إطلاق المنتج الإماراتي في عام 2021 من قبل شركة “فيكس” (FIX)، حقق رواجاً محدوداً، قبل أن يثير ضجة بفضل انتشار مقطع مصور عبر منصة “تيك توك” في ديسمبر 2023، شاهده أكثر من 120 مليون شخص، وأسفر عن ظهور مجموعة من منتجات الشوكولاتة المقلدة، بحسب تقرير لصحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وتشهد العديد من علامات الشكولاتة في المنطقة زخماً خلال الفترة الماضية، وأعلنت شركة “بتيل” السعودية عن خطة لتوسع عالمي كبير، ويتوافق هذا التوسع، الذي يستهدف رفع عدد متاجر “بتيل” إلى أكثر من 500 متجر عالمياً من العدد الحالي الذي هو أقل من 200 متجر، مع سعي السعودية لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، بحسب تقرير نشرته “بلومبرغ” الشهر الماضي.
ارتفاع أسعار الفستق عالمياً
وقفزت أسعار حبوب الفستق المقشرة من 7.65 دولار للرطل قبل عام إلى نحو 10.30 دولار للرطل حالياً، وفقاً لما صرح به جيلز هاكينغ من شركة تجارة المكسرات “سي جي هاكينغ” (CG Hacking) للصحيفة البريطانية. ولفت هاكينغ إلى أن “سوق الفستق العالمية تمر حالياً بحالة شح في الإمدادات”.
يتزامن ذلك، مع نقص حاد في إمدادات الكاكاو مستمر منذ أربع سنوات، ما رفع الأسعار العالمية للشوكولاتة وضغط على هوامش الأرباح في القطاع. على الرغم من تأثر شركات كبرى مثل “نستله” (Nestlé SA) و”لِندت أند شبرونغلي” (Lindt & Sprüngli AG) و”هيرشي” (.Hershey Co)، إلا أن حجم هذه الشركات الكبير أتاح لها تجاوز اضطرابات السوق، فيما كانت تواجه الشركات الصغيرة قرارات صعبة حول الأسعار التي يمكن أن تفرضها على زبائنها.
وفي موسم 2023-2024، شهدت السوق عجزاً في إمدادات الكاكاو بلغ 478 ألف طن متري، وهو أكبر نقص منذ ثمانينيات القرن الماضي على الأقل، وفقاً لتقديرات المنظمة الدولية للكاكاو. ونتيجة لذلك، ارتفعت الأسعار إلى ثلاثة أضعاف العام الماضي، لتقترب من 13 ألف دولار للطن، ما شكل ضغطاً هائلاً على كبار صناع الشوكولاتة والأغذية، بحسب “بلومبرغ”.
صادرات الفستق إلى الإمارات
أظهرت بيانات هيئة الجمارك الإيرانية أن صادرات إيران، التي تُعد ثاني أكبر منتج للفستق عالمياً، إلى الإمارات ارتفعت بنسبة 40% خلال الأشهر الستة المنتهية في مارس 2025، مقارنةً بالكميات المصدرة خلال الاثني عشر شهراً السابقة لذلك.
ونقلت الصحيفة عن بهروز آغا، عضو مجلس إدارة جمعية الفستق الإيرانية، إن هذا النقص يشكل تحولاً جذرياً عن عام 2023، حينما فاق المعروض العالمي من الفستق حجم الطلب، ما أدى حينها إلى انخفاض الأسعار.
وتراجعت مخزونات الفستق بالفعل العام الماضي، عقب موسم حصاد مخيب للآمال في الولايات المتحدة، التي تُعد المُصدر الرئيسي لهذا النوع من المكسرات. وأوضح هاكينغ لـ”فاينانشيال تايمز” أن جودة المحصول الأميركي كانت أعلى من المعتاد، ما أسفر عن انخفاض الكميات المتوفرة من حبوب الفستق المقشرة منخفضة التكلفة، والتي تُستخدم عادةً كمكونات أساسية في صناعة الشوكولاتة والأطعمة الأخرى.
في ولاية كاليفورنيا، اتجه عدد من المزارعين إلى زراعة الفستق بدلاً من زراعة اللوز خلال الأعوام الأخيرة، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار اللوز. ومع ذلك، فإن هذه الأشجار الجديدة لن تنتج ثمارها قبل موسم الحصاد القادم في سبتمبر، بحسب الصحيفة.
وكان عشاق الشوكولاتة يعانون بالفعل من أزمة في إمدادات الكاكاو، أدت إلى ارتفاع الأسعار إلى ثلاثة أضعاف تقريباً في عام 2024، مع تضرر المحاصيل نتيجة الأحوال الجوية القاسية والأمراض.