مستشار المرشد الأعلى الإيراني: لم نغلق كل المنافذ ومستعدون لمفاوضات غير مباشرة مع واشنطن

وكالة ايران بالعراقي

مستشار المرشد الأعلى الإيراني: لم نغلق كل المنافذ ومستعدون لمفاوضات غير مباشرة مع واشنطن

قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، في تحليله لاستراتيجية التفاوض الأميركية وعدم قبول الجمهورية الإسلامية الإيرانية لها: “ما نلاحظه اليوم في سلوك الإدارة الأميركية هو حرب نفسية من خلال ترسيخ سياسة “إما الحرب أو المفاوضات” ومن خلال إرسال رسائل متضاربة”.

وقال خرازي وهو مستشار المرشد الأعلى الإيراني في شؤون العلاقات الدولية، للوكالة إرنا الإيرانية الرسمية: إن مواقف ترامب الأخيرة والإشارة الغامضة لبعض المسؤولين الأميركيين إلى رسالته ونشرها على نطاق واسع في وسائل الإعلام الغربية والإقليمية، تهدف إلى خلق نوع من التفاؤل الوهمي والارتباك، وأيضا خلق أجواء ثنائية القطب في البلاد.

وأضاف: “يعتقد بعض الناس داخل البلاد أن نافذة قد فتحت لحل المشاكل التاريخية بين إيران والولايات المتحدة، وأن ترامب يريد بصدق تحسين العلاقات مع إيران، لكن بالطبع لديه معارضين أيضا داخل الإدارة الأمريكية”.

وتساءل: “ما هي الاستراتيجية الحقيقية لأميركا؟” قائلا: “إن الاستراتيجية الأميركية هي دعوة المفاوضات في ظل تكثيف العقوبات الاقتصادية والتهديدات العسكرية، بهدف إجبار إيران على الموافقة على المفاوضات تحت الضغط، والمبادئ الحاكمة لها ليست واضحة ولا يمكنها، بناء على التجارب السابقة، أن تثق في وعود وتوقيعات نظيرتها. إن نتيجة هذه الاستراتيجية ليست سوى فرض إرادة طرف على الآخر في أجواء من الهيمنة والترهيب”.

وقال خرازي: لو كان ترامب يعرف إيران والروح الإيرانية، وتعلم من الماضي، وسعى بصدق أو حتى بجدية إلى حل المشاكل التاريخية بين إيران والولايات المتحدة من أجل المصالح الاقتصادية لبلاده، لكان تصرف بشكل مختلف:

1- كان يعرف روح الإيرانيين الذين بفضل حضارتهم الممتدة لآلاف السنين لا يقبلون الذل ولا يستسلمون للتهديدات والضغوط من الأجانب، كما وقفوا في وجه نظام البعث في العراق مسلحين حتى الأسنان ومدعومين من كل القوى بما فيها أميركا وحرروا أرضهم.

2- كان يعلم أن روح الفروسية لدى الإيرانيين لا تسمح لهم بالتسامح مع ظلم واستبداد الآخرين، ولكن عندما يرون التواضع والصدق في الطرف الآخر فإنهم يتصرفون على هذا الأساس.

3- كان يعترف بأن إيران الإسلامية لم تتمكن فقط من التغلب على الحرب والضغوط السياسية والعقوبات الاقتصادية، بل استطاعت أيضاً، كقوة إقليمية، أن تعزز أسس أمنها واستقلالها، ولذلك توصلت إلى أنها لا ينبغي أن تختبر قوتها مع دولة كهذه.

4- بدلاً من تكرار الأخطاء السابقة، كان عليه أن يقبل بصدق المبادئ التي تحكم المفاوضات الحقيقية، وهي مبدأ المساواة والاحترام المتبادل وتجنب التهديدات والضغوط، وبالتالي يكتسب ثقة الإيرانيين الذين يريدون مفاوضات عادلة وليس الاستبداد والإكراه.

وقال خرازي: “لكن الحقيقة هي أن المسؤولين الأميركيين الجدد والمبتدئين يفتقرون إلى الذاكرة التاريخية لفشل الأساليب السابقة، ويواصلون تكرار مواقفهم المتنمرة ويعتقدون أنهم قادرون على جرنا إلى مفاوضات نتيجتها محددة سلفا”.

وقال خرازي: “بالطبع، الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تغلق كل المنافذ، لكنها مستعدة للمفاوضات غير المباشرة لتقييم الطرف الآخر وإعلان شروطه واتخاذ القرار المناسب”.