الحرس الثوري: قدراتنا ارتفعت بنسبة 40 بالمائة وصواريخنا ليس لها حدود جغرافية

ابران بالعراقي

الحرس الثوري: قدراتنا ارتفعت بنسبة 40 بالمائة وصواريخنا ليس لها حدود جغرافية

أكد المتحدث باسم حرس الثوري الإيراني، العميد علي محمد نائيني، اليوم الاربعاء، ان استعدادات القوات المسلحة الايرانية ارتفعت بنسبة 40 بالمئة قياسا مع حرب الـ 12 يوما.

وقال العميد نائيني في كلمته التي القاها في مؤتمر تعبئة الأساتذة لمحافظة مازندران (شمال ايران) أن “في الحرب غير المتكافئة، لا تكون المقارنة الكمية لعدد الدبابات والطائرات هي المحدد للنتيجة؛ بل الإرادة وتحقيق الأهداف السياسية هو معيار الانتصار. اليوم أصبحت الحروب مختلطة (معرفية، وسيبرانية، واقتصادية، وغيرها)”.

وتابع: “حتى قيامنا بعمليات مثل ‘الوعد الصادق’، لم تكن أخطاؤنا وقدراتنا الحقيقية واضحة تمامًا. عمليتا وعد الصادق 1 و 2 (والاستعداد للمراحل اللاحقة) كانتا عملًا متميزًا غيّر المعادلات. العدو في السنوات الأخيرة (خاصة في أحداث المنطقة وحرب غزة) وقع في خطأ حسابي. كانوا يعتقدون أن الردع الإيراني قد أُضعف، وأن النظام منغمس في تحديات داخلية، وليس لديه القدرة على الرد على الحدود البعيدة”.

وأكد العميد نائيني: “العدو استثمر لسنوات في ‘الحرب المعرفية’ وبنى صورة غير واقعية لإيران الضعيفة”، أن “هذه الصورة، وللأسف، صدقها حتى بعض الداخليين (سواء من التيار الديني أو التيار الغربي). لكن عمليات مثل ‘طوفان الأقصى’ و’الوعد الصادق’ حطمت صورة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يُقهر وضعف إيران”.

وأوضح: “العدو أعد خطة عملية كاملة تم دعمها وتأييدها من قبل جميع خبرائهم”. مؤكدًا: “كان هدفهم هو القضاء على قدرة إيران على القتال في اللحظات الأولى من خلال ضربة قوية وسريعة وقاضية لرأس الهرم القيادي للحرب. المصطلح الذي استخدموه كان ‘الشلل والانهيار الدفاعي'”.

وتابع العميد نائيني: “كان هذا يعتبر حربًا شاملة؛ مزيج من الهجمات الجوية، والتقنيات الحديثة، والحرب الإلكترونية، والحرب السيبرانية، والعمليات الإعلامية المكثفة المصممة بهدف إحداث ‘الصدمة والرعب’. جلب العدو في هذه المعركة كل تجاربه على مدى أربعين عامًا – من الانقلابات والتسلل إلى الحرب العسكرية، والعقوبات الاقتصادية، والثورة الملونة – إلى الساحة مرة واحدة. ولكن كما قال قائد الثورة الإسلامية، فإن حساباتهم، رغم كمال الخطة، كانت خاطئة”.

واشار العميد نائيني إلى أن “المحللين العسكريين على مستوى العالم يقسمون تاريخ الحروب الحديثة إلى ‘قبل وبعد الحرب ذات الـ 12 يومًا'”، أن “هذه الحرب تم تصنيفها بين أشرس المعارك وأكثرها ترددًا في العالم اليوم. الحقيقة هي أن هذه المعركة كانت حرب إيران المستقلة مع كل إمكانات حلف الناتو”.

وأشار إلى أن “هذه الحرب كانت نقطة تحول في التطورات الأمنية للقرن الحادي والعشرين”. مضيفًا: “إذا قمت بالبحث، فسترى أن جميع القواعد الأميركية والناتو في المنطقة (ويقدر عددها بحوالي 4700 قاعدة)، إلى جانب أحدث الطائرات المقاتلة، والرؤوس النووية، والذكاء الاصطناعي، والقدرة السيبرانية، جاءت لدعم الكيان الصهيوني. وهي تدرّس الآن كنموذج يستفاد منه في كليات الحرب في العالم”.

وأضاف العميد نائيني: “في هذه المعركة، اتضح أن القدرة الصاروخية الإيرانية ليس لها حدود جغرافية وهي تعتمد على العلماء الشباب والمبدعين المحليين. تم تعريف عملية ‘الوعد الصادق 3’ في 22 موجة عملياتية، كان لكل موجة منها تكتيك ونمط مختلف تمامًا”.

وأشار إلى الوحدة الوطنية والدينية التي تشكلت في المجتمع قائلًا: “على عكس تحليلات عام 2004 التي ادعت أن الهجوم العسكري سيتسبب في انقسام، فإن هذه الحرب أدت إلى دمج الهوية الوطنية والدينية. حتى أن نتنياهو ورؤساء الكيان اعترفوا بأن هذا الهجوم عزز، دون قصد، الشرعية والتلاحم في إيران بشكل غير مسبوق”.

وأكد اللواء نائيني على الانتصار في الرأي العام مضيفًا: “حسب استطلاعات الرأي، فإن 80% من الشعب الإيراني يؤمن بقدرة الردع الوطنية، وتسود في المجتمع مشاعر الانتصار. عندما يعجز العدو عن إصابة الشعب بالإحباط، فهذا يعني أنه قد هُزم في ‘الحرب المعرفية'”.

وبشأن الإدانة العالمية للاعتداء على إيران اضاف قائلًا: “أدانت أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية (مثل شانغهاي، والبريكس، وحتى جامعة الدول العربية) الهجوم على إيران، مما يدل على أحقية إيران”.

وأشار اللواء نائيني إلى قدرة إيران الصاروخية المهيبة قائلًا: “الصواريخ الإيرانية، لتصل إلى أهدافها، اخترقت أجواء العراق وسوريا والأردن؛ حيث كانت نحو 200 طائرة مقاتلة حديثة وكل أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة منتشرة لاعتراضها. كان العدو يدعي أن أنظمته لا يمكن تشبعها، لكننا بتكتيكات ‘الهجمات المتتالية’ (الهجمات عالية الحجم) والهجينة، دمرنا أهدافهم الحيوية”.